رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

كيف سيصل أسرى إسرائيل لدى حماس إلى تل أبيب؟.. تخوفات من تعقب الموساد لقادة القسام

المصير

السبت, 18 يناير, 2025

01:11 م

شهد يوم أمس توقيع صفقة تهدئة تاريخية بين إسرائيل وحركة حماس، لتضع حدًا لحرب طاحنة اندلعت منذ طوفان الأقصى في أكتوبر 2023 واستمرت لعدة أشهر، وهي الحرب الأطول والأكثر دموية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، إذ راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد فلسطيني.

وبموجب هذه الصفقة، المقرر بدء تنفيذها غدًا الأحد، ستُفرج حماس عن 33 أسيرًا إسرائيليًا في المرحلة الأولى، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وتخفيف الحصار عن غزة. ورغم التوافق المعلن، تثار تساؤلات عديدة حول كيفية تنفيذ عملية تسليم الأسرى وسط تعقيدات الميدان، وحجم المخاطر الأمنية التي تحيط بها.

كيف ستخرج حماس الأسرى؟

حماس، التي أثبتت مرارًا قدرتها على إخفاء أسرى وجنود إسرائيليين في غزة تحت ظروف معقدة للغاية، ستواجه الآن تحديًا أكبر في إخراجهم بأمان وتسليمهم إلى الوسيط الدولي.

أماكن الإخفاء

 تشير التقديرات إلى أن الأسرى موزعون في أنفاق سرية وشديدة التحصين، بعضها يقع في أعماق الأرض أسفل مناطق مدنية أو بالقرب من مواقع استراتيجية يصعب استهدافها 

خطة النقل
من المرجح أن يتم نقل الأسرى ليلاً باستخدام مركبات مدنية عادية لتجنب استهدافهم، مع الاعتماد على طرق التفافية وآليات تمويه معقدة تُجهل فيها المسارات الحقيقية التي ستسلكها الفرق المنفذة للعملية.


من سيتسلم الأسرى؟

الوسيط الدولي، الذي قد يكون الصليب الأحمر أو دولة ثالثة كقطر أو مصر، سيكون المحور الأساسي لتنفيذ الصفقة.

من المتوقع أن تتم عملية التسليم في منطقة محايدة ومحددة مسبقًا على أطراف غزة، لضمان عدم تعرض الأسرى أو الوسطاء لأي تهديد من قبل الطائرات الإسرائيلية.

إجراءات تأمين حماس
 ستضع حماس شروطًا صارمة أثناء التسليم، بما يشمل إبعاد الطائرات الإسرائيلية عن المنطقة والتأكد من أن الوسطاء محايدون بالكامل


هل ستراقب إسرائيل العملية؟

من الصعب تخيل أن إسرائيل، التي تغطي سماء غزة بآلاف الطائرات بدون طيار وطائرات الاستطلاع، ستغض الطرف عن هذه العملية الحساسة.

أهداف المراقبة: ستسعى إسرائيل لمعرفة مواقع الأنفاق التي استخدمتها حماس لإخفاء الأسرى، وطبيعة البنية التحتية التي تم تسخيرها لخدمتهم، ومراكز القيادة التي أشرفت على عملية الاحتجاز.

هل تخاطر إسرائيل باستهداف القسام؟

من غير المحتمل أن تخاطر إسرائيل بإفساد الصفقة عبر تنفيذ عمليات عسكرية خلال نقل الأسرى، خشية فقدانهم أو تعريضهم للخطر، لكن لا يمكن استبعاد مراقبتها الدقيقة لتحركات المقاومة بهدف جمع معلومات استخباراتية مستقبلية.


ماذا يفكر قادة إسرائيل والموساد؟

نتنياهو: سيحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توظيف الصفقة لتحقيق مكاسب سياسية وشعبية، خصوصًا في ظل الانتقادات المتصاعدة التي تعرض لها خلال الحرب. من جهة أخرى، لن يتوانى عن استغلال الفرصة لتعزيز نفوذ الموساد في المنطقة.

الموساد

قد يعتبر الموساد هذه العملية فرصة ذهبية لتحديد مواقع جديدة داخل غزة، وربما كشف النقاب عن شبكات التهريب والتمويل التابعة للقسام.

الجيش الإسرائيلي

رغم التزامه بتنفيذ الصفقة، من المتوقع أن يضغط قادة الجيش لعدم منح حماس أي فرصة لاستغلال التهدئة لإعادة بناء قدراتها العسكرية.


توقعات المستقبل

من المتوقع أن تتسارع التحركات الدبلوماسية الدولية بعد تنفيذ الصفقة، حيث ستسعى أطراف عدة، مثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لإطلاق مفاوضات أوسع بشأن هدنة طويلة الأمد.

على الجانب الآخر، قد تُصعّد إسرائيل من عملياتها الاستخباراتية ضد القسام عقب انتهاء الصفقة، مستهدفة قياداتها ومواردها اللوجستية.


صفقة التهدئة ليست نهاية للصراع، بل بداية مرحلة جديدة من المواجهة بين الطرفين. كيف ستُنفذ حماس الصفقة دون أن تكشف سرها الأكبر – الأنفاق وشبكاتها السرية؟ وكيف ستستغل إسرائيل هذه اللحظة لكشف مزيد من الأسرار؟ تبقى الإجابات على هذه الأسئلة مرهونة بساعات التنفيذ المقبلة.